هذه الورقة تبحث في تحوّل التصوّرات في مفهوم التحرّش الجنسيّ في مصر. من خلال معلومات طولية/احصائيات طولية تمّ جمعها من منتديات ومدوّنات عربية، فضلاً عن مقابلات وملاحظات المنظمات المناهضة للتحرّش الجنسيّ تستكشف مجال المعاني الواضحة في مصطلح التحرّش الجنسيّ. وقد استخدم أسلوب المقارنة لتقييم اختلاف الخطاب السائد حول التحرّش في مصر عنه في المنطقة. تمّ جمعت المعلومات إلكترونياً، باستخدام مصطلح البحث “تحرّش جنسيّ” و “تحرّش”. وكان محرّك البحث Google هو محرّك البحث الأساسي لتحديد المنتديات ومنشورات المدونات من العام 2000 إلى العام 2012. من خلالها، تم رصد 233 منشور أصيل يركز على موضوع التحرّش الجنسيّ. وتظهر البيانات قلقاً عارماً من ظاهرة التحرّش الجنسيّ واغتصاب الأطفال، حتى العام 2006. وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2006، طرأ تغيير على منتدى النقاشات المصرية إثر التحرّش الجنسيّ الجماعي الذي شهدته فترة العيد في وسط القاهرة. اعتباراً من هذه الحادثة، أصبحت كلمة “تحرّش” في مصر تعني التحرّش الجنسيّ بالنساء في الأماكن العامة. قبل هذه الحادثة، كان “المركز المصري لحقوق المرأة” قد أطلق حملة لإنهاء التحرّش الجنسيّ الذي كانت تشهده يومياً شوارع مصر. في أعقاب “الثورة المصرية” في العام 2011، استمر هذا النشاط من خلال مبادرات مستقلة تركز على العمل المجتمعي، مثل “خريطة التحرّش”. حينها، تعقّد الخطاب المرتبط بالتحرّش بعدما أصبح فعل التحرّش متصلاً بالعنف الجنسيّ والاغتصاب، اللذين صارا واضحين عقب الثورة. هذا الإرتباط بين التحرّش والممارسات العنيفة جنسيّاً اصطف إلى جانب المعاني السابقة للتحرّش، لكنه أيضاً دعّم المقاومة الشائعة لفكرة أن مصطلح “التحرّش” يعني الممارسات اليومية للتحرّش، وهو ما سعت المبادرات المناهضة للتحرّش إلى ترسيخه.