تعاين هذه المقالة سياسات الدولة السورية في التدجين والتوظيف المُعَسكَر لكفاح الفلسطينيّين والجولانيّين من أجل التحرّر وحقّ تقرير المصير، في سياق تسويغ وحشيّة حربها على الانتفاضة في سوريا.1 نستهلّ هذا التفحّص مع عام ٢٠١١ الذي خَرَجَت فيه الجماهير إلى الشارع وصدَحَت، في أعقاب سلوك الدولة سبيل الإرهاب، بكلامٍ صاخبٍ كان قد عُلِّق من قبل على أعواد المشانق وفي غياهب المعتقلات والمنافي. على إثره، نتبيّن آلة خطاب النظام السوري التي هيّأها ووظّفها وسيلةً للتسطيح والتضليل بعيدًا عن إجرامه، وغسل ما تلطّخ به من دماء. أمّا بعد البيان، نعلن رفضنا الصريح لمزاعم النظام السوري2 أنّه قوّة معادية للامبريالية والصهيونيّة في المنطقة، نظرًا لما تقتضيه أعراف النظام في المقاومة ومناهضة الإمبرياليّة من عداوَةٍ مع كلّ مقاومةٍ شعبيّة قاعديّة غير نظاميّة – فإذا مَثَلَت بين يديه حَكَمَ بأنّها إمبرياليّة في الصميم، مواتية متواطئة مع الصهيونيّة. لذا، نمضي بالتحليل إلى لحظة3 الجولان المحتلّ والمخيمات الفلسطينيّة في سوريا زمن الانتفاضة وما بعدها بغية إعادة تعريف، وإعادة استحواذ، فعل الصمود خارج قيود الدولة السورية. ولمّا صوّبنا سهام النقد، رمينا بمصطلح "الاغتسال بالصمود" على عُمَد الدولة في الدعاية الرسميّة