الأبوية الطبية: تجارب القابلات القانونيات في لبنان نموذجًا

إنّ المكانة الاقتصادية التي تتّخذها النساء اليوم ليست مجرّد صدفة، ولا لأنهن (غير) مؤهّلات ومتمكّنات من تولّي أعمال دون أخرى بحكم "طبيعتهن" والأساطير التي نسجت باسمهن منذ لحظة الخلق الأولى: حوّاء. وهكذا، كان وجود حوّاء-المرأة بحدّ ذاته دافعًا كافيًا لمحاربتها، واستمرّ هذا النهج بشكله المنظّم حتى يومنا هذا، وإن اختلفت أدواته، وأسلحته. وقد اتخّذت هذه المعارك طابعًا عنيفًا ودمويًا في أحيان، واستبداديًا في أحيان أخرى، ولكنّها جميعًا عملت على إنتاج خرافات باتت تشكّل اعتقادًا أو قاعدة عامّة لتصوّرات حول النساء، تظهرمرّات بجلاء ووضوح وأحيانًا بخبث وضمور، ومفادها أنهن يفتقدن الأهلية والجدارة والقدرة والمصداقية التي تخوّلهن من الوصول إلى مواقع معينة في السلّم الاجتماعي والاقتصادي. كنتيجة لذلك، تقبع النساء في أسفل هذا السلّم، من ناحية المركز الوظيفي/المهني، الأجور، وظروف العمل، والأهمّ التقدير لقيمة عملهن هذا. لذا، نسعى من خلال هذه الورقة البحثية إلى المساهمة في دحض الخرافات التي تحيط بالنساء في مجال العمل، وتحديدًا في المجال الصحّي عبر الإضاءة على عمل القابلات القانونيات، والدايات في السابق، ودورهن الأساسي والايجابي في صحة النساء والأمهات. كما نهدف إلى إبراز بعض الوقائع التاريخية والراهنة للتصدّي للطمس والتشويه التاريخي الممنهج لجهود وانجازات النساء وللمساهمة في إنصاف القابلات في مواجهة عمليّات التشويه والإجحاف والعزل المستمّرة في ظلّ النظام الصحّي الحالي.
Author(s): هبة عباني
Date Published: 2019

Share this post