لَوين مِنوَصّلِك يا ماري؟ قصص من الحركات النسوية في لبنان

من القضايا المركزية (والتي تحمل مفارقة كبيرة) التي تواجه الحركات النسوية في الدول العربية بشكل عام ولبنان بشكل خاص، أنها متهمة بنقل التأثير الغربي، بينما في الواقع ولدت الحركات النسوية وتطورت في سياق الحركات القومية والشيوعية وضمن النضال من أجل التحرر الوطني. النسوية ليست أيديولوجية أجنبية "فرضها'' الاستعمار، بل كانت أصيلة في مجتمعاتنا، حيث ناضلت النساء من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية وضد تبعية المرأة في الأسرة بموجب قوانين الأحوال الشخصية الطائفية، وفي ظل النظام الأبطريركي بالمجتمع بشكل عام. لطالما خضعت النسوية في لبنان لتدقيق شديد مقارنةً بـ "الأولويات" التي حددتها الحركات الأخرى. شاركت النساء بقوة في النضالات القومية والمناهضة للرأسمالية منذ الاستقلال الوطني وصولا إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وشاركت بنشاط في النضالات الطبقية داخل الحركات العمالية والطلابية. ومع ذلك، فإن رفاق الذكور يميلون إلى السيطرة على نضالاتهن، إذ يعزلون أجنداتهن النسوية، التي لا تعتبر أولوية ثورية، ويصدونها. يسعى هذا الكتاب المصور إلى إبراز كيف ولماذا ظهرت هذه الحركات النسوية ونمت خلال القرن الماضي. ومع ذلك، فإن تقديم تاريخ كامل وشامل لهذه الحركات يتخطى ما يمكن لهذه الصفحات أن تتسع له. لذا، اخترنا أن نجمع أكثر من مئة عام من النشاط النسوي في أربع قصص شخصية خيالية، مستوحاة من شهادات حقيقية لناشطات من أجيال مختلفة، بالإضافة إلى تجارب عاشها وشهدها الكاتبة والكاتب. هذا العمل، الذي وُضعت اللمسات الأخيرة عليه خلال فترة هزتها الاحتجاجات، وانهيار اقتصادي غير مسبوق، وانفجار دمر نصف بيروت تقريبا، بالإضافة إلى وباء عالمي، يرتكز على بحث أجري بين 2010 و2015 تضمن مقابلات مع ناشطات نسويات. ساهمت مصادر أخرى، مثل الصور، والأفلام، والكتب، المقالات عن النسوية والحركات الاجتماعية في لبنان، في إغناء الرسوم والنص. نأمل أن يكون هذا العمل المفعم بالألوان، والقاتم أحيانا، شرارة تشعل الفضول والشغف بحركة مرتبطة جوهريا بنضالات أوسع في لبنان، والمنطقة، والعالم.
Author(s): برناديت ضو ويزن السعدي
Date Published: 2019

Share this post