إعادة إحياء العروبة في الحركة النسويّة في الشرق الأوسط

هذا المقال هو محاولة تمهيديّة لتحرّي إمكانيّة تبنّي إيديولوجية نسويّة عربيّة ومدى قدرتها على تهدئة حدّة الإشكالات المرافقة لبناء الحركات النسويّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تعاني الحركات النسويّة الاقليميّة في تركيبتها الحاليّة من مجموعة نقاط ضعف ناتجة عن تشرذم الجهود التنظيميّة لحركات المجتمع المدنيّ القاعديّ والاعتماد المفرط على الدولة وعلى الفاعلين الحكوميّين، بمن فيهم المنظمّات غير الحكوميّة، وسيطرة الخطابات التنمويّة النيولبراليّة والتركيز المحدود على المقاربة الإنسانية للعمل النسويّ. في المقابل، تكشف التجارب الراهنة عن وجود عدد من الفرص التي غالبًا ما يهملها تحليلنا لهذه الإشكالات المعطّلة، منها تعاظم أهميّة الحضور النسائيّ في الفضاءات السياسيّة العامّة في مجال التعبئة والتنظيم والمقاومة، الأمر الذي سهّل عمليّة التحاور والتفاوض مع الأجهزة الحكوميّة ومن داخلها. وممّا ساهم في تعزيز هذه الفرص أيضًا طبيعة الإنترنت التمكينيّة والتفاعليّة التي تخدم التنظيم النسويّ العابر للحدود. من هنا تأتي ضرورة بناء حركة واحدة منظّمة وجامعة تستطيع جذب تأييد أوسع وممارسة تأثير أكبر ممّا يمكن أن تحرزه هذه الحركات فيما لو بقيت مقسّمة ومذرّرة. في المحصّلة، إنّ هذا النص هو تمرين في مجال التخيّل النسويّ يهدف إلى تصوّر سبلٍ لبلورة حركة نسويّة إقليميّة تقوم على النضال الفاعل ضدّ الأبويّة في جميع مظارهها.
Author(s): ماريا نجار
Date Published: 2020

Share this post