إن ما مرّت به العزيزتان فاطمة ووسام في قطاع غزة المحاصر، يضعنا جميعًا أمام تساؤلات واقع العمل النسوي. إن قدرة الأب المختل على استغلال الخطاب الوطني وتحويل الخطاب النسوي لخطاب معادي للمجتمع، واستغلال الواقع السياسي والاستعماري في قطاع غزة يضع العمل النسوي في مأزق حقيقي، وتساؤل جدّي عن جدوى كل الأدوات التي اتبعها في نضاله، كاللجوء للمؤسسات الغير قادرة على تقديم أي مساعدة في هذا الواقع الاستعماري الأبوي العنيف، وغير قادرة على مواجهة لا سلطات المجتمع ولا سلطات الاستعمار، وضرورة تأطير قضية وسام وفاطمة مثلًا ضمن الإطار الاستعماري الذي يحاصر القطاع وكان سببًا مباشرًا في خلق طبقات من القهر العنيف على كاهل الفتيات.