لا عمل غير المهمات/ين: إقتصاد الظل للنساء النوبيات في قرى التهجير

خلال بحثي عن المقاومة المكانية في قرى إعادة التوطين النوبية، اكتشفت نمطًا من المهارات الحياتية الخلاقة داخل وحول البيوت، التّي تطورت باتجاه إتاحة اقتصاد ظل تقوده النساء وأعمالهن الصغيرة. ولكن، لا تصنف النساء والمجتمعات النوبية أعمالهن المربحة كعمل، على الرغم من الأهمية المعترف بها للاقتصادات غير الرسمية في أفريقيا (كنيانوي 2014)، وهذا ناتج من جهة عن اتخاذهن المنزل مكانًا للعمل، ومن جهة أخرى تجذرهن في الثقافة الأصلية التي تعنى بالجانب العاطفي للعمل – وهو جانب تبقى قيمته غير مقدرة وفق معايير الاقتصاد الرسمي. في هذه الورقة، أقدم أولًا دلائل تنطلق من الواقع حول الدور الجوهري الذي تلعبه تلك النساء، وأحيانًا الرجال في تعافي الاقتصادي النوبي بعد معاناة التهجير، عبر ضمان استمرارية الأسرة والحياة المنزلية، والعمل على حفظ على الثقافة النوبية البلدية/الأصلية. ثانيًا، أركز على دور هذه النشاطات الاقتصادية في توسيع رقعة الوحدات السكنية المصممة من قبل الدولة وإصلاح بيئة البناء. ثالثًا، أناقض أنطولوجيات "العمل" التي فرضت على النوبيين/ات كجزء من تهجيرهم/ن، وغيّبت أنطولوجياتهم/ن البلدية/الأصلية حول العمل. أقوم بذلك عبر تفحص معنى "العمل" كقوة محركة لرأس المال الاجتماعي والثقافي. فالجانب المادي للتهجير والسلب في حالة النوبيين/ات يحمل بعدًا دلاليًا: ترافقت الدعوة إلى الحداثة مع عنف ثقافي واستثناء لعمل النساء بمعنى البنية الجندرية. يحاجج هذا المقال من أجل أنطولوجيا-معرفية نسوية حول العمل – تقدر الجانب العاطفي وموقعه كرأسمال تولده وتتداوله موارد الرعاية، الثقة، وحس الانتماء المجتمعي.
Author(s): منّة آغا
Date Published: 2019

Share this post