حرب السودان وحكايات النساء

منذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل في العاصمة الخرطوم وترامي امتدادتها لتشمل ولايات كردفان ودارفور وولاية الجزيرة وسنّار وبقاء شبحها محلّقًا حول الولايات الأخرى الآمنة، اعتمدت النساء على بعضهن البعض في مواجهة واقعهن الجديد لمشاركة مشاعرهن، خططهن، أحلامهن ولطلب النجاة. علّمتنا الحرب أن النساء هن الأكثر شجاعةً، وأنهن من سيمددن طوق النجاة لأنهن دافعات الفاتورة الأثقل والأمر للحرب. الاسترقاق الجنسي، الاختطاف، الاحتجاز والبيع وفي حالات أقل عنفا التجنيد، رفعت الحرب مستويات العنف المبني على النوع الاجتماعي في السودان لمستويات غير مسبوقة، ولعبت العولمة دورها في تدمير حق الضحايا/الناجيات في الخصوصية، مرةً أخرى ينتهكن هذه المرة لمناصرة موقف سياسي على آخر، تنتشر الفيديوهات والصور للأسف بأيدي المعتدين لتساهم في توثيق لحظات مدمرة في حيوات هولاء النساء، محاربةً لسردية المعتدين، ضحايا بالفعل أو ضحايا محتملات حبست الحرب النساء في سردية عاجزة لا تتفق مع واقعهن المقاوم والصامد.استعادةً لسرديات النساء، بدأنا التوثيق لفعلهن، لعملية غزل شباك النجاة. التقينا ب 10 نساء، من الخرطوم، الجزيرة، ونهر النيل، كسلا، والبحر الأحمر، بعضهن لا يزلن داخل السودان ومنهن من غادرن، تعمل بعضهن بالاعتماد على العون الشعبي، بعضهن نشطن في التنظيمات القاعدية كلجان المقاومة وغرف الطوارئ وأخريات في منظمات محلية ودولية، حاورناهن لنتعلّم عن استجابتهن لسياق طوارئ الفعل منذ اندلاع الحرب قبل عام وما يزيد. خلال النقاش مع النساء في غرف الطوارئ، لاحظنا أن ردة فعل النساء الأولى مع قيام الحرب كانت التساؤل: كيف نستطيع تقديم المساعدة ؟ واحدة من أصل عشر نساء كانت مُبادِرة بفكرة غرفة الطوارئ في منطقتها، تبين لاحقًا أن واحدة من المشاركات في نفس المنطقة بقيت داخل منطقة الحرب وعملت في نفس غرفة الطوارئ بعد فترة ولمدة أطول بالاعتماد على الهيكلة الأساسية التي وضعتها صاحبة المبادرة.
Author(s): نون
Date Published: 2024

Share this post